سوق الألعاب الإلكترونية في الكويت… قطاع ترفيهي متكامل ومستقبل يحمل في طياته الكثير يعيش سوق الألعاب والرياضات الإلكترونية في الكويت حالة من النمو والازدهار غير مسبوقة، وتبذل الحكومة جهودًا كبيرة لتعزيز نمو هذه الصناعة باعتبارها أحد أبرز قطاعات الترفيه في الدولة بشكل خاص، وفي دول الشرق الأوسط والخليج العربي بشكل عام.
وبحسب ما نشر موقع Statista من احصائيات حول اجمالي إيرادات سوق الألعاب الإلكترونية، كشف عن أنه من المرجح أن تصل إيرادات السوق في دولة الكويت فقط 110 مليون دولار أمريكي مع حلول نهاية العام المقبل 2025، لاسيما أن السوق سيحظى بمعدل نمو يبلغ أكثر من 7% سنويًا، وهذا بالفعل ما قد ينجم عن سوق كبير حجمه يتجاوز الـ 145 مليون دولار أمريكي كما هو متوقع في عام 2027.
لا يكاد أحد ينكر حقيقية وأهمية سوق الألعاب والرياضات الإلكترونية في جميع دول العالم عامة، وفي دول الخليج والعالم العربي خاصة، حيث يلقى هذا القطاع شهرة كبيرة تكاد تنافس في الحضور الجماهيري الرياضات التقليدية الشهيرة، ناهيك عن القاعدة الجماهيرية الكبيرة لهذا القطاع التي تكاد تعادل القاعدة الجماهيرية لرياضة كرة القدم التقليدية، ومؤخرًا أصبحت المراهنات الرياضية على أحداث مسابقات البطولات والمنافسات الإلكترونية جزءًا هامًا لجميع الحضور الجماهيري لتوقع الفريق أو اللاعب الفائز بالمسابقة وربح الجوائز المالية الضخمة.
صناعة حديثة واستثمارات ضخمة
تهدف الكويت لتطوير صناعة الرياضات والألعاب الإلكترونية لتواكب التطور الحاصل في دول الخليج عامة ودول الشرق الأوسط خاصة، حيث تمثل هذه الصناعة الحديثة عاملًا هامًا لتطوير ونمو الاقتصاد المحلي في البلاد، كما وتسعى الكويت لتسخير كافة إمكانياتها من أجل احتلال مكانة قوية ومركزية في الأسواق العالمية، وذلك بهدف الاستفادة من العائد الاقتصادي القوى الناجم عن الناتج المحلي، ويأتي ذلك في ظل اهتمام عدد كبير من المواطنين، خاصة فئة الشباب بالألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو باعتبارها وسيلة هامة للترفيه والترويح عن النفس، ووفقًا لآخر الاحصائيات، من المرجح أن يصل عدد مستخدمي الرياضات والألعاب الإلكترونية في دولة الكويت في مطلع عام 2027 أكثر من 1.60 مليون مستخدم.
الكادر البشري والبنى التحتية
تتمتع دول الكويت ببنية تحتية قوية تساعد في ازدهار وتطور ونمو سوق الألعاب والرياضات الإلكترونية، الأمر الذي يجعل منها مستقبل يحمل في طياته العديد من الخبايا، وفرص عمل ضخمة جدًا في جميع القطاعات، حيث تعمل الحكومة الكويتية على تعزيز أساسات البنية التحتية وترسيخها بشكل متكامل بما يتناسب مع احتياجات السوق العالمي، ناهيك عن تعزيز دور المؤسسات والشركات الخاصة في جميع الأصعدة، وتوفير كافة المتطلبات التي تحتاجها هذه الصناعة.
من جهة أخرى، تعمل الحكومة على توفير خدمة اتصال قوي بشبكة الإنترنت موزعة في جميع مناطق الدولة، وهذا ما يعتبر جزءًا أساسيًا من أساسيات هذه الصناعة المتطورة التي تتخذ التقنيات التكنولوجية والإنترنت مركزًا رئيسيًا لنمو هذه الصناعة، وبذلك يصبح بإمكان المواطن الكويتي الوصول لشبكة الإنترنت بسرعة فائقة جدًا وبأسعار رخيصة مقارنة بالدول الأخرى، كما سيعود ذلك بالنفع والفائدة على العديد من شركات القطاع الخاص بهدف الاستثمار في سوق الألعاب والرياضات الإلكترونية بأقصى قدرة ممكنة، وتوفير كافة الاحتياجات والخدمات التي يحتاجها المواطنين، وهذا بالفعل يؤكد على عزيمة الحكومة الكويتية لتوفير جمهور تكنولوجي وإلكتروني من خلال المنصات الرقمية المتنوعة.
من جانب أخر، يمتلك المواطنين في دولة الكويت أجهزة هواتف متطورة وذكية تساعدهم على الاتصال بشبكة الإنترنت القوية والحصول على كافة الخدمات التي توفرها الحكومة والقطاع الخاص بكل سهولة، علمًا بأن الفئة الأكثر اهتمامًا بهذا المجال هي فئة الشباب التي تؤكد وبشكل كبير على أهمية التكنولوجية والألعاب الإلكترونية في الوقت الحالي في الدول العربية كوسيلة ترفيهية وتنافسية محليًا وعالميًا، كما يتمتع المواطن الكويتي بالمعرفة والدراية المتكاملة حول أهمية التكنولوجية والتقنيات الحديثة في العالم الرقمي، الأمر الذي ساعد كثيرًا في خلق العديد من فرص العمل.
شبكة الإنترنت وسرعة الوصول للخدمات
التطبيقات الإلكترونية ساعدت وبشكل كبير المواطنين الكويتيين في الحصول على كافة الخدمات التي يحتاجونها وساعد في ذلك قوة وسرعة الإنترنت في البلاد، كما زاد ذلك من وعي المواطنين بأهمية المواقع الإلكترونية للوصول للألعاب الإلكترونية وممارسة هواياتهم بكل سهولة، وهذا مؤشر قوي على أن سوق الكويت للألعاب والرياضات الإلكترونية سيكون منافسًا للأسواق العالمية خلال فترة قصيرة، خاصة وأن جميع السبل باتت متاحة لجميع المواطنين.
في السياق ذاته، ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت وظهور مواقع ويب متنوعة تتيح اللعب مقابل ربح الأموال الحقيقية، أصبح اللعب عبر شبكة الإنترنت جزءًا أساسيًا من حياة المواطن الكويتي، ومن المرجح أن نشهد فرق احترافية مختصة في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية خلال فترة زمنية قصيرة، تنافس في مهاراتها وخبرتها العديد من الفرق واللاعبين العالميين، فجميع هذه العوامل ستجعل من دول الكويت بيئة مثالية؛ لنمو قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، وهذا بالفعل ما شجع الحكومة لتعزيز جهودها وطاقاتها من أجل نمو هذا القطاع بما يواكب التطور الحاصل في الدول المجاورة، كالمملكة السعودية والإمارات ومصر وغيرها.
مستقبل واعد
تستقطب الكويت عمالة بشكل كبير سنويًا، ولطالما هناك اهتمام كبير من قبل الحكومة فيما يتعلق بقطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية، فإنه من المرجح أن يتم استقطاب أيدي عاملة أكبر مما سبق واستغلالها في تطوير ونمو هذا القطاع، خاصة وأن الكويت تتمتلك بنية تحتية قوية تجذب تجاهها أقوى وأكبر الشركات العالمية المتخصصة في صناعة برمجيات الألعاب وملحقات الوسائل الترفيهيه، وفي حال استمرت الحكومة على هذا النهج من العمل والتفاني، فإنه من الأكيد أننا سنكون أمام موسم ألعاب ينافس ما يعرف بموسم جميرز8 في المملكة السعودية.